ت + ت – الحجم الطبيعي
تزامناً مع تصاعد الاهتمام عربياً وعالمياً بجهود العمل من أجل المناخ، واستعداد الإمارات لاستضافة قمة المناخ «كوب 28» العام المقبل، يأتي «مجلس الشباب العربي للتغير المناخي» الذي يعد واحداً من مبادرات متنوعة يتم إطلاقها لنشر الوعي بهذا الشأن خاصة بين الشباب العربي، وذلك لتشكيل نقلة نوعية في تفاعلهم مع القضايا البيئية، ودعم العمل المختص بقضايا التغير المناخي، وصولاً لإشراكهم لتوظيف طاقاتهم لاقتراح الحلول، والإبداعات المستجدة في المجال، والعمل على تنفيذ الحلول المستدامة لتحدي التغير المناخي.
أولوية مهمة
وتأتي هذه الجهود خصوصاً بعدما كشف استطلاع أولويات الشباب العربي الذي أنجزه مركز الشباب العربي، أن البيئة لا تمثل أولوية للشباب العربي سوى بنسبة 12%، لذلك يسعى مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، إلى إحداث تغيير نوعي في آليات ومستوى التفاعل مع قضايا البيئة وتغير المناخ، فيما يشمل مجال عمل مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، الذي تستمر دورته الواحدة لعامين، 6 تخصصات محورية تتضمن (الإدارة المثلى للموارد الطبيعية والمياه، والطاقة النظيفة والمتجددة، والاقتصاد الدائري، والزراعة والأمن الغذائي، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء، والتكيف مع تبعات التغير المناخي).
ويستهدف مجلس الشباب العربي للتغير المناخي والذي يتعاون من خلاله مركز الشباب العربي مع وزارة التغير المناخي والبيئة ومكتب المبعوث الخاص للدولة لشؤون التغير المناخي، وشركاء القطاع الخاص وتحت مظلة جامعة الدول العربية، تحقيق 6 مخرجات أساسية، تشمل إشراك الشباب العربي في عملية صنع القرارات البيئية والمناخية محلياً وعالمياً، وبناء قدرات الشباب ومهاراته للتصدي للتحديات البيئية من خلال برامج تدريبية، وتعزيز التعاون الدولي من خلال تكامل الجهود الشبابية وتلك التي تبذلها المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات البيئية الدولية، وابتكار الحلول الإبداعية، وترسيخ الممارسات البيئية السليمة من أجل مستقبل الوطن العربي، إضافة إلى تحفيز ممارسات التمويل الأخضر للمبادرات والأفكار والمشاريع الشبابية الواعدة للتصدي لتغير المناخ.
مشاريع ومبادرات
من جهتها، أفرزت جهود مجلس الشباب العربي للتغير المناخي عن عدد من المشاريع والمبادرات المهمة شملت «البرنامج المفتوح لمهارات الاستدامة»، حيث تم تصميم هذه المبادرة من قبل خبراء عالميين، يدرسها ممارسون بارزون، ويتم تقديمها كمنهج مفتوح المصدر لتعليم مهارات الاستدامة لجميع طلاب الجامعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويهدف إلى ضمان وجود وحدة أساسية في جميع درجات التعليم العالي تركز على الاستدامة وتغير المناخ.
وشملت المبادرات كذلك «شبكة العمل المناخي الشبابي» وهي عبارة عن قاعدة بيانات للشباب العربي الطموح والعامل في قضايا الاستدامة وتغير المناخ، حيث تسمح الفرصة لمنتسبي الشبكة بالتطوع للعمل والتعلم أعضاء مجلس الشباب العربي للتغير المناخي خلال سلسلة مشاريعهم المستقبلية، وتضمنت المشروعات كذلك إطلاق «دليل الشاب العربي.. عادات مستدامة في خطوات الاستهلاك الواعي».
تغيير سلوكيات
ويسعى الدليل إلى توجيه الشباب نحو حياة أكثر استدامة عن طريق تطوير السلوكيات وحثهم ليكونوا خير قدوة لغيرهم، حيث يقدم الدليل محتوى يلامس تطلعات الشباب في مجال الاستدامة ويشمل العديد من السلوكيات والاقتراحات ذات النفع لأفراد المجتمع وللقادة وبالإضافة إلى الناشطين بهذا المجال، حتى يتمكنوا من العمل على تطبيق مشاريع صغيرة وتطويرها في أوطاننا العربية، فيما ركز الدليل على 6 مجالات مختلفة ومترابطة في آن واحد وهي «استهلاك المياه، واستهلاك الغذاء، والتسوق، والإسكان، والسفر، وإدارة النفايات» مما سوف يسهم في مساعدة المستهلكين على تحسين نمط الاستهلاك في حياتنا اليومية.
ويضع المجلس مجموعة أهداف استراتيجية أهمها تمكين الشباب العربي بالمهارات المطلوبة لمواجهة التحديات المناخية، وتمثيل صوته في المحافل العربية والدولية في مجال البيئة، ودعم الدول العربية في تعزيز جهودها للعمل المناخي، ورفع توصيات استراتيجية لصناع القرار في العالم العربي، فضلاً عن اقتراح حلول فعالة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الناشئة والصغيرة في مجال حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة.